ووقته ليس بعد الإفطار مباشرة ، إنما في أوقات أخرى جمعا بين الأحاديث الواردة في ذلك . فإن قال قائل كيف توردها هاهنا على انها سنة مهجورة؟ اقول وبالله التوفيق:
"أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالافطار على الرطب او التمر فلما كان الرطب حارا فكان الرسول صلى الله عليه وسلم يكسر حرارته ببرودة البطيخ او العكس والله اعلم"
قال الإمام أبو داود رحمه الله في سننه :
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ نُصَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَأْكُلُ الْبِطِّيخَ بِالرُّطَبِ فَيَقُولُ: نَكْسِرُ حَرَّ هَذَا بِبَرْدِ هَذَا، وَبَرْدَ هَذَا بِحَرِّ هَذَا ) .
قال الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله في شرح سنن أبي داود : وهذا من جنس أكل الخيار مع التمر، أعني أن البطيخ فيه برودة والتمر فيه حرارة، فحرارة التمر تكسر ببرودة البطيخ والعكس.
وفيه الجمع بين شيئين في الأكل، وكونه يتناولهما معاً من أجل أن ما في هذا من حرارة تذهب ببرودة الآخر ا.هـ .
قلت : الحديث إسناده حسن ،
والحديث بوب عليه الإمام الترمذي رحمه الله في سننه فقال : بَابُ مَا جَاءَ فِي أَكْلِ البِطِّيخِ بِالرُّطَبِ ، وقال الإمام أبو داود
رحمه الله في سننه :
باب فِى الْجَمْعِ بَيْنَ لَوْنَيْنِ فِى الأَكْلِ ، وقال البيهقي في الشعب : الجمع بين لونين إرادة للتعديل بينهما ، وقال البغوي في شرح السنة : بابُ الجمْع بيْن الشّيْئيْنِ فِي الأكْلِ .