جاءت جملة من الأحاديث في استحباب صيام أغلب شهر شعبان ، منها ما جاء في الصحيحين ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ، ويفطر حتى نقول لا يصوم ، وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان ، وما رأيته في شهر أكثر منه صياماً في شعبان )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ١٩٦٩ ، صحيح الإمام مسلم - ١١٦٥ ] .
وجاء في الصحيح ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهراً أكثر صياماً منه في شعبان )) ، [ صحيح الإمام البخاري - ١٩٧٠ ] .
وجاء في الصحيح ، من حديث عائشة رضي الله عنها ، قالت : (( لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياماً منه في شعبان )) ، [ صحيح الإمام مسلم - ٧٨٢ ] .
فهذه الأخبار تدل على أنه كان يصوم أغلب شهر شعبان ، لكن أخرج الترمذي ، من حديث أم سلمة رضي الله عنها ، قالت : (( ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرين متتابعين إلا شعبان ورمضان )) ، [ سننه - ٧٣٦ ، وإسناده صحيح ، وروي بنحو هذا الخبر من وجوه أخرى أنه كان يصوم شعبان كاملاً ] .
وجمع بين هذه الأخبار الإمام عبد الله بن مبارك ، حيث قال : ( هو جائز في كلام العرب إذا صام أكثر الشهر أن يقال صام الشهر كله ويقال قام فلان ليله أجمع ولعله تعشى واشتغل ببعض أمره ) ، [ جامع الترمذي - ٣/١١٤ ، وبهذا يُعلم أنه يستحب صيام أغلب شهر شعبان ] .