اعتاد أكثر الناس السهر في رمضان لأن نهاره طويل وليله قصير بسبب قدومه بفصل الصيف ، والسهر إن أدى لتضييع صلاة الفجر فهو إلى التحريم أقرب ، والأحكام التكليفية الخمسة قد تنطبق على السهر < الواجب والحرام والمستحب والمكروه والمباح .
وينبغي للمسلم وخاصة في رمضان أن ينام بعد العشاء إذا صلى التراويح حتى لا يضيع صلاة الفجر ، وقيام الليل والتهجد ، والسحور .
وقد ورد في الحديث المتفق عليه وبالله التوفيق من حديث أَبِي بَرْزَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا .
وفي المسند مرفوعا : " لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ: لِمُصَلٍّ، أَوْ مُسَافِرٍ " .
قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تحقيقه للمسند : حديث حسن لغيره .
وقال الإمام النووي رحمه الله في رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين :
باب كراهة الحديث بعد العشاء الآخرة المراد به الحديث الذي يكون مباحا في غير هذا الوقت وفعله وتركه سواء . فأما الحديث المحرم أو المكروه في غير هذا الوقت أشد تحريما وكراهة وأما الحديث في الخير كمذاكرة العلم وحكايات الصالحين ومكارم الأخلاق والحديث مع الضيف ومع طالب حاجة ونحو ذلك فلا كراهة فيه بل هو مستحب وكذا الحديث لعذر وعارض لا كراهة فيه . وقد تظاهرت الأحاديث الصحيحة على كل ما ذكرته ا.هـ .
وقال الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه :
بَاب السَّمَرِ فِي الْعِلْمِ
وبَاب مَا يُكْرَهُ مِنْ السَّمَرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ
وبَاب السَّمَرِ فِي الْفِقْهِ وَالْخَيْرِ بَعْدَ الْعِشَاءِ
وبَاب السَّمَرِ مَعَ الضَّيْفِ وَالْأَهْلِ
وبَاب الْعِلْمِ وَالْعِظَةِ بِاللَّيْلِ
والسمر مَعْنَاهُ الْحَدِيث بِاللَّيْلِ قَبْل النَّوْم .
وعَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ، قَالَ:( كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْمُرُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ فِي الأَمْرِ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ وَأَنَا مَعَهُمَا )أخرجه الترمذي وقال : حديث حسن .