في الصحيحين عن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أجودَ الناس، وكان أجودَ ما يكونُ في رمضان حين يلقاهُ جبريل ، فيدراسهُ القرآن، وكان جبريل يلقاه كلَّ ليلةٍ من شهر رمضان فيدارسُهُ القرآن، فلرسول الله – صلى الله عليه وسلم – حين يلقاه جبريل : أجودُ بالخير من الريح المرسلة» ، ورواه أحمد وزاد برواية صحيحة : «ولا يُسأل شيئًا إلا أعطاه» .
الصدقةَ والجودَ والسخاء والسماحة خصالُ خيرٍ وصفاتٌ حميدةٌ يُمتدحُ بها المرءُ ويُكرم بها بين قومه وعشيرته، وإن التصدقَ والإنفاق في وجوه الخير والطاعات على أنواعها احتسابًا للأجر من الله تعالى وثقة به سبحانه أي بوعده الذي لا يتخلف من حسن الجزاء على ذلك في دار القرار في الجنة دليلُ الفلاح والخيرات.. كيف لا وقد قال الرسول العظيم عليه الصلاة والسلام: “والصدقةُ بُرهان“، أي دليل على قوة إِيْمان من تصدق وعلامة على تصديق باذلها بوعد الله تعالى الذي لا يتخلف وعده حيث قال الله عز وجل:” وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَىْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ” الآية . (سورة سبأ/39) .
ومما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم : “ما من يوم يصبحُ العباد فيه إلا ملكانِ ينْزلان فيقول أحدُهما اللهمَّ اعطِ مُنفقًا خلفًا ويقول الآخرُ اللهمَّ أعطِ ممسكًا تلفا(*)“ متفق عليه.
ويقول الله سبحانه وتعالى :” مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاء وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ“ .(سورة البقرة/ 261 ) .
وقال العلماء” إنَّ الصدقةَ الحلالَ الـمُخرجةَ من المال تَقرُّبًا إلى الله تعالى واحتسابًا للأجر منه سبحانه يُباركُ اللهُ عزَّ وجل في مال صاحبها بالبركةِ الخفيةِ التي تحصلُ في مال صاحبها“.
وقالوا: ” إنَّ المالَ الذي خَرجتْ منه الصدقةُ وإن نَقَصَتْ صورتُه لكنْ ثوابُه المعدُّ له في الآخرة جابرٌ لنقصِه“ .
ولنا في رسولنا عليه الصلاة والسلام قدوةٌ حسنةٌ في سخائه وكرمه وإنفاقه الكثير في سبيل الله تعالى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*) للاستماع الى شرح الحديث لفضيلة الشيخ خالد بن عثمان السبت