جاء عند الترمذي مِنْ حديث طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ إِذَا رَأَى الْهِلاَلَ قَالَ « اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِالْيُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّى وَرَبُّكَ اللَّهُ ». قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ.
سنن الترمذى - مكنز - (12 / 398)
قال الألباني : صحيح ، الصحيحة ( 1816 ) ، الكلم الطيب ( 161 / 114 )
صحيح وضعيف سنن الترمذي - (7 / 451)
وفي السلسلة الصحيحة برقم 1816
[ كان إذا رأى الهلال قال : اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله ] . قال الالباني رحمه الله ( صحيح لكثرة شواهده ) . ومنها حديث ابن عمر فذكره إلا أنه زاد فيه : والتوفيق لما تحب وترضى . وله شاهد آخر من حديث حذير السلمي مرفوعا به دون قوله : ربي وربك الله . وزاد : والسكينة والعافية والرزق الحسن . وهو مخرج في الضعيفة برقم 3504
[السلسلة الصحيحة - مختصرة - (4 / 430)]
قال الشيخ عبد الرزاق البدر : وكان صلى الله عليه وسلم يستفتح شهره بالدعاء المعروف عند رؤية الهلال وهو قوله: ((اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ )) تنبيهاً منه صلى الله عليه وسلم إلى التلازم والارتباط بين الأمن والإيمان والسلامة والإسلام ، فكأنه يقول : إذا أراد الإنسان أن يعيش آمناً سالماً في شهره وفي سائر عمره فليتمسك بالإسلام وليحيا على الإيمان ، فإن من آمن بالله وتمسك بشرعه الذي أوحاه إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ولم يعكر ذلك بشيء من الشرك أو الكفر أو البدعة أو المعاصي فإن الله قد ضمن له الأمن والسلامة والهداية في هذه الدنيا ويوم القيامة ، قال تعالى: { الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ } [الأنعام: 82] ، وقال سبحانه : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ [30] نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ [31] نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ [32] وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ } [فصلت: 30-33] ، وقال سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [13] أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } [الأحقاف: 13-14]
[المصدر موقع الشيخ ركن المقالات مقالات رمضانية 29 - مَاذَا بَعْـدَ رَمَضَان]
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين- رحمه الله تعالى -: هل ورد عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دعاء خاص يقوله من رأى الهلال؟ وهل يجوز لمن سمع خبر الهلال أن يدعو به ولو لم ير الهلال؟
فأجاب فضيلته بقوله: نعم يقول: الله أكبر، اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلامة والإسلام، والتوفيق لما تحبه وترضاه، ربي وربك الله، هلال خير ورشد، فقد جاء في ذلك حديثان عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهما مقال قليل.
وظاهر الحديث أنه لا يدعى بهذا الدعاء إلا حين رؤية الهلال، أما من سمع به ولم يره فإنه لا يشرع له أن يقول ذلك.
[ مجموع فتاوى ورسائل العثيمين - (19 / 38)]
وسئل الشيخ صالح الفوزان :هل هناك أدعية مخصصة عند دخول شهر رمضان المبارك من السنة وماذا يجب على المسلم أن يدعو به في تلك الليلة أفيدوني بارك الله فيكم ؟
الجواب : لا أعلم دعاءً خاصًا يقال عند دخول شهر رمضان وإنما هو الدعاء العام عن سائر الشهور فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا رأى الهلال في رمضان وفي غيره يقول : ( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام هلال خير ورشد ربي وربك الله " وفي بعض الروايات أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول : ( الله أكبر اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله )
[ رواه الترمذي في سننه ج9 ص142 من حديث طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه . بنحوه . وانظر مسند الإمام أحمد ج1 ص162 من حديث بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده . وانظر مسند الدارمي ج2 ص7 من حديث ابن عمر رضي الله عنه وانظر كتاب السنة لأبي عاصم ج1 ص165 من حديث بلال بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله عن أبيه عن جده . وانظر معجم الطبراني الكبير ج12 ص357 من حديث ابن عمر . وانظر المستدرك للحاكم ج4 ص285 من حديث بلال بن يحيى . . . وانظر مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ج10 ص139 . وانظر تحفة الذاكرين ص176، 177 . وانظر فيض القدير ج5 ص136، 137 . وصحيح الوابل الصيب ص220 ] .
هذا الدعاء الوارد عند رؤية الهلال لرمضان ولغيره أما أن يختص رمضان بأدعية تقال عند دخوله فلا أعلم شيئًا في ذلك لكن لو دعا المسلم بأن يعينه الله على صوم الشهر وأن يتقبله منه فلا حرج في ذلك لكن لا يتعين دعاء مخصص .
[المنتقى من فتاوى الفوزان - (66 / 27)]
البدع المتعلقة برؤية هلال رمضان :
ومن المحدثات في شهر رمضان ، ما تفعله العامة في بعض البلدان الإسلامية ، من رفع الأيدي إلى الهلال عند رؤيته يستقبلونه بالدعاء قائلين : ( هل هلالك، جل جلالك، شهر مبارك). نحو ذلك ، مما يعرفه له أصل في الشرع ، بل كان من عمل الجاهلية وضلالاتهم .
والذي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأى الهلال قال :(( اللهم أهله علينا باليمن والإيمان، والسلام والإسلام، ربي وربك الله)). فما يفعله بعض الناس عند رؤية الهلال من الإتيان بهذا الدعاء ، والاستقبال ورفع الأيدي، ومسح وجوههم بدعة مكروهة لم تعهد في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه-رضوان الله عليهم- ولا السلف الصالح-رحمة الله عليهم.
[البدع الحولية رسالة ماجستير لعبد الله التويجري - (1 / 334)]
تنبيه :
قال الألباني رحمه الله تعالى :
3509 - ( كان إذا رأى الهلال قال : هلال خير ، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا وكذا وجاء بشهر كذا وكذا ، أسألك من خير هذا الشهر ونوره وبركته وهداه وطهوره ) . ضعيف السند روي من حديث عبد الله بن مطرف قال : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أقل الناس غفلة ، كان إذا رأى ... إلخ .
أخرجه ابن السني (641) : أخبرنا حامد بن شعيب : حدثنا سريج بن يونس : حدثنا مروان بن معاوية الفزاري : حدثني شيخ ، عن حميد بن هلال ، عنه . قال سريج : فقيل لمروان : فسم الشيخ ، فقال : أخذنا حاجتنا منه ونعطيه بقوله .
قلت : ولم أفهم معنى هذا الكلام ولا مراده ؛ فليتأمل .
وإسناده ضعيف ؛ جهالة الشيخ الذي لم يسم ، وبقية رجاله ثقات رجال الشيخين غير حامد بن شعيب ؛ وهو حامد بن محمد بن شعيب البلخي ، وثقه الدارقطني وغيره ، وله ترجمة في "تاريخ بغداد" (8/ 169) ، فليرجع إليها من شاء .
وبالجملة ؛ فهذه طرق كثيرة يثبت بها أنه عليه السلام كان يدعو إذا رأى الهلال ، وأما بماذا كان يدعو ؟ فهذا مما اختلفت فيه الأحاديث ؛ على ما في أسانيدها من ضعف كما علمت ، والذي تطمئن إليه النفس وينشرح له الصدر ثبوت الدعاء عنه عليه السلام بـ : ( اللهم ! أهله علينا باليمن والإيمان ، والسلامة والإسلام ، ربي وربك الله ، هلال خير ورشد ) ؛ لورود ذلك في عدة طرق ، وأما بقية الأدعية فشاذة منكرة ؛ لم يأت ما يدعمها ويأخذ بعضدها ، فالأولى الاكتفاء بهذا القدر من الدعاء ، والله سبحانه وتعالى أعلم .
[سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (8 / 9)]